وُلِدَت سارة في بلدة صغيرة جميلة. كانت سارة فتاة ذات شخصية مرحة وودودة، وكانت تحب اللعب والمرح مع أصدقائها.
وكان تامر صديق طفولة سارة يحبها جدا ، وكانا يقضيان الكثير من الوقت معًا. كان تامر فتى ذو طباع مشابهة لسارة، وكانا يحبان القيام بالأنشطة المختلفة معًا، مثل السباحة والركض واللعب بالكرة.
وبالرغم من كونهما صديقين مقربين، إلا أنهما كانا يختلفان بشكل مستمر ولكنهما يكملان بعضهما البعض كأنهم خلقو لبعض . كانت سارة دائمًا تريد الحصول على ما تريد، بينما كان تامر أكثر هدوءًا وتفكيرًا.
ومع مرور الوقت انتقلوا من قريتهم لمدينة العاصمة لإكمال دراستهم الجامعية ، بدأت سارة تشعر بالإحباط من عدم تحقيق أحلامها. كانت تريد السفر حول العالم والتعرف على أشخاص جدد، ولكنها لم تجد الفرصة المناسبة للقيام بذلك.
في الوقت نفسه، كان تامر يشعر بالقلق بشأن مستقبله. كان يريد أن يصبح طبيبًا، ولكنه كان يعاني من صعوبات في التعلم والتركيز.
وفي يومٍ من الأيام، تلقت سارة خبرًا مفجعًا بوفاة والدتها. كانت سارة حزينة للغاية وتشعر بالضياع، لكن تامر كان موجودًا لدعمها ومساعدتها في تخطي هذه المحنة الصعبة.
ولكن الأيام المؤلمة لم تنتهِ بعد. في الأسابيع التالية، تعرض تامر لحادث سيارة خطير، مما تسبب في إصابته بجروح بالغة الخطورة. ورغم أن سارة حاولت جاهدة لمدة أسابيع زيارته بالمستشفى وإحضار له الورود والاكل .
إلا أن حالته الصحية تدهورت بشكل سريع ومفاجئ. وفي النهاية، فارق تامر الحياة في ذلك اليوم.
لم يتمكن أصدقاء تامر وعائلته من تحمل هذه الصدمة الكبيرة، وخاصة سارة التي كانت أقرب إلى تامر. لم تتمكن من الاستيعاب أنها فقدت أفضل صديق لها وأهم شخص في حياتها.
كانت سارة تعاني بشدة من هذا الفقدان، ولكنها عرفت أنها يجب أن تستمر في الحياة وتواجه التحديات التي تأتي في طريقها، تلك الأحلام التي لم تتحقق بعد.
وبالرغم من حزنها الشديد واشتياقها لتامر، فإنها عازمة على تحقيق الأشياء التي كان يرغبان في تحقيقها سويًا، وتعيش حياة تستحق العيش، بتذكر الأيام السعيدة التي عاشتها مع تامر وحبها الكبير له.
ولكن مع الايام تمكنت سارة من التغلب على هذا الفقدان والمضي قدمًا في حياتها، بتذكر ذكرياتها السعيدة والعزم على تحقيق الأشياء التي كان يريدها تامر وهي أن تصبح سعيدة تخرجت من الجامعة بنسبة جيد جدا وبدات بالبحث عن عمل .
حتى وجدت شركة كبيرة وتم قبولها فيها ، وفي يوما ما قابلت زميلًا لها في العمل اسمه أحمد. كان أحمد شخصًا لطيفًا ومحبوبًا من الجميع، وشعرت سارة بالارتياح بوجوده.
لكن رغم أن حياتها تسير بشكل جيد، إلا أن ذكريات تامر ما زالت موجودة في مخيلتها، وتشعر بالشوق إليه وبالشعور بشيء مفقود داخلها.
في يوم من الأيام، تحدث سارة مع أحمد عن تامر وكيف كانوا أصدقاء طفولة، وكيف فقدته. فأصبح أحمد يعرف الكثير عن حياة تامر وكيف كان هو الشخص الذي كان يعني الكثير لسارة.
ومع مرور الوقت، أدركت سارة أنها تحب أحمد، وتزوجته. ولكن رغم ذلك، لم تنسى سارة أبدًا تامر، وكانت تحتفظ بذكرياتها معه في قلبها.
وهكذا، استمرت سارة في حياتها مع أحمد، وحققت الأشياء التي كانت تريدها، ولكنها ما زالت تشعر بشيء مفقود داخلها، وهو تامر، صديق طفولتها وحبها الأول وكانت تتصدق له وتدعو له دائما .
العبرة من القصة اثرك اثرا جميلا يتذكرونك به الاخرين او صديق يدعو لك بعد مماتك .
وهذا يعتبر إرثك .
رائعه.. رومانسيه