You are currently viewing قصة سيدنا آدم واخد العبرة منها

قصة سيدنا آدم واخد العبرة منها

في البدء كانت السماوات والأرض خلقها الله سبحانه وتعالى. ومن بين الخلق الجديد كان سيدنا آدم، الذي خلقه الله على احسن تقويم ونفخ فيه من روحه.
وجعل الله الجنة لآدم وزوجته حواء، حيث قال: “وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ۝ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ۝ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ”. وكانت هذه الشجرة شجرة الخلاص، التي حذر الله من أن يأكل منها آدم وحواء.
وكان آدم وحواء يعيشان في الجنة بسعادة ورفاهية، وكانت لهما جميع المتع الروحية والحياتية والرغبات المتنوعة . وكانت هذه الجنة مكانًا مليئًا بالجمال والرحمة، وكان الله يتحدث مع آدم وحواء بشكل مباشر.
ولكن كان هناك إبليس الذي حسد آدم وحواء وحاول إغوائهما وإيقاعهم في الخطيئة. ولذلك جاء إلى آدم و حواء وقال لها: “أتريدان أن تكونان ملكين وتعيشان إلى الأبد؟” وأخبرهما بأن الله لن يحرمهم من شيء إذا أكلا من ثمرها.
فأكلت حواء من ثمر الشجرة وأعطت منها لآدم أيضًا، وعندما رأى الله ذلك، حُرم آدم وحواء من الجنة ونُزلوا إلى الأرض. وكان ذلك الفعل هو الذي جعل البشر يعانون من الألم والشقاء، وكانت هذه الخطيئة بمثابة العقاب لآدم وحواء.
بعد نزولهم إلى الأرض، عاش آدم وحواء بأسلوب حياة جديد. تعلما كيفية العمل والزراعة والصيد وغيرها من الأشياء التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. كما عاشا في عذاب الندم على ما فعلاه، وتمنيا الرجوع إلى الجنة، لكن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم بالاستغفار والتوبة.
وقد أنجب آدم وحواء العديد من الأولاد، وكان من بينهم قابيل وهابيل. وقد وقعت بينهما حادثة قتل وجعل ذلك بدايةً لتطور البشرية وتعلم الدفن من الغراب . وكانت حياة آدم على الأرض طويلة ومليئة بالتحديات والصعاب والامتحانات، ولكنه عاش وفقاً لتعاليم الله وحمل رسالة الإيمان والتوحيد للبشرية.
ومنذ ذلك الحين، كان على البشر أن يتعلموا من خطيئة آدم وحواء ولكن البشر لم يتعلموا بشكل كامل من الخطيئة ولا يزالون يمارسون المعاصي، وهذا يعود إلى طبيعة الإنسان وتحديات الحياة التي يواجهها. ومنذ بداية الإنسانية، كان البشر يمارسون المعاصي ويتعرضون للنتائج السلبية والعواقب الوخيمة، ولكن الله تعالى غفورٍ رحيم ويمنح البشر فرصة للتوبة والعودة إليه.
وتحث الكثير من الأحداث في القرآن الكريم والأديان الأخرى البشر على تجنب المعاصي والتحلي بالأخلاق الحميدة والإخلاص في العبادة والعمل. ومن خلال التزام البشر بهذه القيم والمبادئ، يمكنهم الحصول على مواطنة السعادة والرضا والسلام في الدنيا والآخرة.
لذلك، يجب على البشر أن يتعلموا من الأحداث في القرآن الكريم والتاريخ الإنساني بشكل عام، ويحاولون تجنب الأخطاء والمعاصي والعمل على تحسين أخلاقهم وسلوكهم وتعزيز إيمانهم بالله تعالى. وعندما يخطئون، يجب عليهم الاستغفار والتوبة والعودة إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، وهذا هو المسار الصحيح للحصول على مواطنة الرحمة والمغفرة من الله تعالى.

وعندما ننظر إلى العالم من منظور آخر، ندرك حقيقة أن الحياة ليست مجرد سلسلة من الأحداث العشوائية، بل إنها تتأثر بقوى خفية ورموز معينة تحكمها. ومن بين هذه الرموز، يأتي قصة قابيل وهابيل التي تمثل أول المواجهات والمنافسات بين الخير والشر بين الصدق والكذب بين الحقيقة والخداع .
ففي هذه القصة، نرى قابيل وهابيل، اثنين من أبناء آدم وحواء، يقدمان تضحيتهما لله تعالى، لكن بشكل مختلف. فقدم هابيل أفضل ما عنده، بينما قدم قابيل تضحيته بعدما استهلك جزءًا منها لنفسه، وهذا يمثل نوعًا من الانانية والتقصير في العبادة.
ومن هنا، نرى أن الشر ينبعث من النفس البشرية ومن تصرفاتها، وهو ما يؤدي إلى الخطيئة والفساد والتعاسة. ومع ذلك، فإن الخير يتجلى في تقديم أفضل ما عندنا والعمل بإخلاص وتفانٍ في العبادة والخدمة، وهو ما يحررنا من أنانيتنا ويقربنا من الله تعالى.
وبهذا المنظور، يمكننا أن نرى أن الحياة تحتاج إلى تفكير عميق وتقييم دائم لأفعالنا ونوايانا، والعمل على تحقيق الخير في العالم وبين الناس. وعندما نعمل بنيّة صادقة وتفان نتمنى ان يجزينا الله بمحبته ورحمته والله يجزي من يشاء .

This Post Has One Comment

  1. haneen

    جميل

اترك تعليقاً